كل شيء هادئ على الجبهة الغربية
ولكن تبدو أهدى من ذلك بكثير في تلك القصور الفارهة.
مراجعة الفيلم الأوسكاري الألماني [ All Quiet On The Western Front ]
"إنها مِلك لشخص ما بالفعل"
عندما يستلم المراهقون الزي العسكري الرسمي لبداية رحلتهم العسكرية والدفاع عن بلادهم لا يعلمون أن هذه الأزياء تفوح منها راحة الموت، حيث خرجت أرواح من كان قبلهم من خلالها، وتلطخت بدمائهم، وغرقت بدموعهم، وبقلب بارد يسلمونها المراهقين وكأنهم يقولون أنت التالي.
حيث أن الأصدقاء الثلاثة بول، ألبرت، ومولر حلمهم كحلم أي مراهق، يريدون الالتحاق بالخدمة العسكرية، فالدفاع عن بلادهم، و أرضهم، و عوائلهم هو أقصى ما يتمنون في حياتهم، ولكن سرعان ما يدركون الجانب المظلم من أحلامهم، و فور وصولهم للجبهة بقيت جملة واحدة تتردد في اذهانهم ( أين الديار )
حتماً أنت لست أنت بعد الحرب.
خلال الأيام التي يعيشها المراهقين في الميدان تتغير شخصيتهم يوم بعد يوم، ساعة بعد ساعة، دقيقة بعد دقيقة، بعد اول دقيقة لهم وبعد أول خطوة يخطونها على تلك الجبهة فهم ليس كما عهدوا أنفسهم. إما تغيير سلبي او إيجابي على صعيد شخصية الجندي.
ستصاب بالجنون وأكثر، حيث لا يوجد على ساحة تلك المعركة إلا الدماء، الصراخ، الألم، و الضجيج، في لحظة ينتظرون اتفه الأسباب لكي يفرحون، فهم كالأطفال سيسعدهم أي شيء.
نلاحظ ذلك عند سرقتهم ذلك الطائر وكأنهم ملكوا العالم كله، وأيضا مع ذلك الجندي البائس الذي اتخذ من الصورة صديقة له.
ضجيج الحرب.
تلك الأصوات من انفجارات وقنابل وأصوات رمي الرصاص يشعر بها كل من كان على أرض الميدان ولكن تبدو أصوات طفيفه لـ أولئك القادة الذين يسكنون القصور الفارهة ويطلقون الأوامر وكل ما يريدون ليس الحفاظ على الأرواح، أو عدم تفريق عوائل جنودهم، بل يريدون الانتصار مهما كلف الأمر.
الصمم الوهمي.
ذلك الضجيج سوف يلاحقهم أين ما ذهبوا، وقت أكلهم وقت نومهم، وفي كل الأوقات، فالميدان لا ينام ابدا، لدرجة أن أبطالنا في الفيلم إذا شعروا بهدوء يعتقدون مباشرة انهم فقدوا حاسة سمعهم في مشهد تتجسد فيه مقولة دوستويفسكي :
"من اعتاد على القلق ظنّ أن الطمأنينة كمين"
تلك الخنادق حين تُحفر يعلم أصحابها أن هناك خيارين لا ثالث لهما، إما مو*ت أو حياة، إما حماية أو أذى، إما قوة أو ضعف، فقد تنجيك وتحميك من العدو وفي نفس الوقت قد تكون سبب في تفوقه عليك وهلاكك.
فهيا كالديار بالنسبة لهم الآن، ولكن في وقت حين تنزع تلك الميداليات من حلوقهم وينتهي كل شيء، قد تكون كالقبر بالنسبة لهم.
الموتى الأحياء
قد تظنني اقصد ما يعرف بالزومبي، ولكن كل ما اقصد هو الجنود في هذا الفيلم، فهم فعلاً موتى أحياء وسائرون على أرض الميدان، فقط تبقى أين ومتى وكيف ستنتهي حياته.
كل شيء هادئ على الجبهة الغربية، ولكن فقط في جيوب الجنود، حيث يحملون فيها اسعد ذكرياتهم، إما بصور أو رسائل او قطعة من الذكريات الرائعة الهادئة التي اشتاقوا إليها، وقد يكون بحثك في جيب جندي سبب كافي لرحمته وعدم قىَله.
رسالة واحدة فقط، حبر على ورق قد تكون أسعد لحظاتهم، تحمل تلك الأوراق العديد من المشاعر والذكريات، و قد تكون تحمل العديد من الجروح، حيث انها تكون كفيلة بمعرفتك بقصة كل جندي وما يعاني منه.
الحادية عشر صباحاً.
ماهي إلا ساعات معدودة حتى تعود الحياة، ويعود الجنود إلى ديارهم التي لطالما نزفوا من أجلها، فكيف ستمر هذه اللحظات؟ لنكتشف ذلك سويا بمشاهدة هذا الفيلم.
الحروب هيا أحداث ينتصر بها الجنود، ليتفاخر بها القادة.
حصل الفيلم الألماني على 4 جوائز أوسكار، ومتوفر للمشاهدة على منصة نتفليكس.
مشاهدة ممتعة للجميع 
تعليقات
إرسال تعليق